بقلم : سلوى المؤيد

   منذ أن وطئت أقدام السيدة نانسي ريجان عتبة البيت الأبيض وهي تحاول أن تكون دائماً محط الأنظار ملابسها تصمم خصيصا ً لها يغلب عليها اللون الأحمر لقد اختارت هذه السيدة لون الشباب لتجعله طابعا ً لملابسها الأنيقة الثمينة واستطاعت به أن تعيد الروح والحيوية إلى أزياء المسنين بعد أن كان يغلب عليها الألوان القاتمة,  لكنها فعلت كعادتها ما تريده ونجحت في أن تجعل هذا اللون مناسباً لها رغم اقترابها من أبواب الستين  فأصبحت مثالا ً تقتدى به المسنات في دنيا الأناقة .

يقول عنها أحد مصممي الأزياء المعروفين في أمريكا:
تتمتع نانسي ريجان بذوق رفيع في اختيار الأزياء المناسبة لها خاصة وأنها كانت أحد ممثلات هوليود, كما وأنها تحافظ على رشاقتها بإتباع نظام غذائي محدد لكي لا يتجاوز وزنها 47 كيلو جراما  ً .
 لقد أجرت هذه المرأة منذ أن أعتلى زوجها سدة الرئاسة الكثير من التغيرات في معالم البيت الأبيض من الداخل , الأمر الذي أثار معارضة المسئولين عن ديكور هذا البيت العريق ولم تكتفي بذلك وإنما أعادت إلى هذا البيت التاريخي أجواء الحفلات الباذخة الأرستقراطية التي كانت تقيمها جاكلين كينيدي أثناء تولي زوجها رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية .

 تدعي نانسي في أحد مقابلاتها الصحفية أنها غير طموحة ولا تطمع إلا في أن تكون السيدة الأولى في حياة زوجها وتعتقد أن أهم واجب لديها أن تكون سندا ً لزوجها في حياته الخاصة والعامة لكن الواقع الذي تعيشه هذه السيدة يختلف عما تدعيه , إذ يقول الناقدون لتصرفاتها أنها تتطلع إلى أكثر من هذا الدور المتواضع والدليل على ذلك أنها لا تتوقف عن التدخل في شئون البيت الأبيض السياسية منذ أن أعتلى زوجها منصب الرئاسة ويبدو ذلك التدخل واضحا ً من خلال تعيينها مجموعة من الموظفين الواقعين تحت سيطرتها في مكتب الرئيس.

   يقول الرئيس السابق ريتشارد نيكسون عنها " إن هذه السيدة كثيرة المطالب , وريجان يصغى لها كثيرا ً لأنه واقع تحت تأثيرها ".

 لكن نانسي ترفض ما يقال عن تدخلها في إصدار القرارات التي تديرها الدولة وتقول مدافعة عن نفسها "أنا لا أنكر بأننا نتناقش في السياسة كثيرا ً وأنا واثقة بأن لي بعض التأثير عليه إذ من المستحيل أن يعيش الزوجان تسعه وعشرون عاما ً معا ً ولا يوجد لأحدهما تأثير على الأخر, لكن أن يصل تأثيري إلى حد أن أتدخل في إصدار القرارات السياسية فهذا غير صحيح على الإطلاق .." .

   وبينما يطلب الرئيس رونالد ريجان من الشعب الأمريكي أن يخفف من نفقاته المعيشية لمواجهة التضخم الاقتصادي في أمريكا يتمتع البيت الأبيض بحياة مرفهة راقية لم تشهدها جدرانه منذ عشرون عاما ً ونانسي هي التي تتحمل المسئولية الكبرى في هذا الإنفاق ..

   يعلق أحد المواطنين على أن المبلغ الذي أنفقته " نانسي ريجان " في الحفل الذي أقيم بمناسبة اعتلاء زوجها منصة الحكم  وصل إلى 12 ألف دولار  وهذا أكثر من ضعف مرتبي سنويا ً " .

   ولكي لا ترتدي نانسي ريجان أحد ملابسها مرتين  فقد خصصت غرفتين في البيت الأبيض لاحتواء هذه الملابس التي تضاعفت كثيرا ً بسبب المناسبات المختلفة التي تتطلب تواجدها منذ أن أصبح زوجها رئيسا ً.

 لكن هذه السيدة لم تفرض رأيها فيما يتعلق بملابسها,  وإنما فرضت إسلوب معيشتها الاجتماعي على إدارة البيت الأبيض , إذ أدخلت الطعام الفاخر مثل الكافيار الروسي على وجبات هذا البيت الغذائية , وحفلات الشاي على أسلوبه المعيشي.
                                                         
   وقبل أن يبدأ العمل الرسمي كل يوم  تدور هذه السيدة على حجرات البيت الأبيض لتعطره بعطر خاص شاملة في ذلك حجرة الرئيس الأمر الذي يوحي بمحاولة هذه السيدة إحياء الرقة والعاطفية التي امتازت بها هوليود أثناء عملها كممثله منذ ثلاثين عاما ً..

   لقد بلغ تأثير هذه الزوجة على زوجها إلى حد إقناعه بأن لا يأتي بذكر زوجته الأولى أم ولديه في الكتاب الذي سيصدر قريبا ً حول سيرة حياته , وهى على استعداد لتحريف الحقائق المتعلقة بحياتها في سبيل أن تنتمي إلى الطبقة الأرستقراطية ويبدو ذلك واضحا ً عندما تخلصت من اسم والدها تاجر السيارات الصغير وانتسبت إلى زوج والدتها الذي كان يعد من كبار جراحي المخ في أمريكا.

   والمعروف أن أصحاب هذه الطبقة المرفهة هم الذين أوصلوا رونالد ريجان إلى سدة الرئاسة ونانسي تمثل في نظرهم طبقتهم الأرستقراطية التي يرغبون في سيادتها لأمريكا .

   وتواجه هذه السيدة الكثير من الهجوم من الصحافة والشباب لمواقفها المحافظة التقليدية ,المتمثلة في وقوفها ضد الإجهاض الذي تعتقد أنه شبيه بالقتل.

لكن أفكارها ومعتقداتها التقليدية لم تؤثر على اسلوب أولادها المعيشي,ابنها الأكبر أختار رقص الباليه مهنة يحترفها رغم إرادة والدته التي قاطعته بسببها فترة طويلة ,  وابنتها تعيش منذ فترة مع أحد العازفين الأمريكيين دون زواج وتصرفاتها المتحررة تثير الخوف في قلب والديها المحافظين .