بقلم : سلوى المؤيد

رغم أني من أشد المؤيدات لبحرنة الوظائف..  إلا إنني أعتقد أن هذه البحرنة يجب أن تقوم على أساس مدروس لسوق العمل و مدى تواجد الأيدي البحرينية الحرفية الماهرة القادرة على أن تحل مكان الأيدي الحرفية الأجنبية.. قبل أن تقوم وزارة العمل و الشئون الاجتماعية برفع الرسوم الخاصة برخص العمل المتعلقة بالأجانب .. حتى لا يتضرر المواطنون أصحاب الأعمال الحرة.. و يتحقق الهدف من بحرنة  مهن الخياطة و الحلاقة و صياغة الذهب..
اليوم إذا وجد من يرغب في ممارستها.. فإنه لا يجد المعاهد المتخصصة و الحديثة لدراسة هذه المهن و إجادتها ليتمكنوا من القيام بها بدلا من الأجانب .. فعلى أي أساس إذن تم رفع هذه الرسوم؟ أن ما علمته من مدير معهد التدريب بوزارة العمل و الشئون الاجتماعية أن المعهد لا ينوي تدريب البحرينيات أو البحرينيين على دروس الخياطة و التفصيل التي تتطلبها المصانع و هذا النوع من التعليم غير قادر على تخريج كوادر قادرة على ممارسة مهنة التفصيل و الخياطة المطلوبة للعمل في محلات الخياطة المتواجدة في البحرين... فكيف تقوم وزارة العمل و الشئون والاجتماعية برفع رسوم الخياكين و الحلاقين من 60 دينارا الى 160 دينارا خلال عام 96.. و كيف يمكن الأصحاب محلات الخياطة و الحلاقة و الصياغة البحرينيين أن يواصلوا عملهم إذا تزايدت عليهم الرسوم بهذا الشكل المجحف.. لانهم غير قادرين على ايجاد خياطين و حلاقين بحرينيين قادرين على القيام بما يقوم به هؤلاء الاجانب .. و كذلك ليس في امكان اصحاب محلات الخياطة رفع رسوم الخياطة.. لان السوق قد امتلأ بالملابس الجاهزة الرخيصة.. ¸إذا رفعت محلات الخياطة رسومها .. فإن  المتضررين في هذه الحالة هم اصحاب الطبقة المحدودة الضعيفةالدخل الراغبة في تفصيل ملابس على ذوق اصحابها بأسعار رخيصة.. كما أن من المعروف أن نسبة كبيرة من أصحاب محلات الخياطة و الحلاقة هم من النساء اللواتي لا يمتلكن مؤهلات علمية تمكنهن من الحصول على دخل يمكنهنمن اعالة اطفالهن.. فاتجهن الى مشاريع الخياطة و الحلاقة.. من خلال جلب عاملات و عاملين أجانب يقمن بممارسة هذه المهنة و الحصول على دخل متوسط لإعالة أسرهن خصوصا أن

 بعض هؤلاء النساء أرامل أو من أسر يكون دخل الزوج فيها ضعيفا لا يفي متطلبات الحياة الحالية... أو أنها تمارس عملا شريفا راغبة في اتخاذه مهنة لها.
إذن.. من هو المستفيد من رفع الرسم التي أدت الى غلق أغلب المحلات بعد أن ازدادت تكاليفها على دخلها المادي...و أين البحرينيات و البحرينيون الراغبون في امتهان مهنة الخياطة و الحلاقة و اجادتها لكي تمنح أصحابهذه الوظائف مردودا ماديا يمكنهم من الاستمرار.؟  و لماذا أصدرت وزارة العمل و الشئون الاجتماعية هذه القرارات لرفع رسوم هذه المهن مادام الاجنبي لا ينافس البحريني..  لأنه غير متواجد من الأساس .. إنني أعتقد و يعتقد معي الكثير من المواطنين.. أن مثل هذه البحرنة العشوائية غير المدروسة.. لا تقيد المواطن البحريني سواء تمثل في صاخب العمل أو الزبون البحريني الذي يرتاد هذه الأماكن .. لان كلاهما تضرر فعلا في ظل عدم تواجد معاهد تدريب للبحرينيين لممارسة هذه المهن.. فإنها تتطلب سنوات لتقوم بتخريج حرقيين مهرة يقومون بمهام الأجاني الذين يمارسون تلك المهن.. وينطبق ذلك أبضا على بعض المهن الحرفية الأخرى التي تتطلب مهارة لانجازها.. و إلا تعرض أصحابها من المواطنين الة الخسارة المادية .. لتوفر التدريب الجيد للأيدي العاملة البحرينيى.. كدولة وكمؤسسات خاصة.. ثم على وزارة العمل أن ترفع الرسوم بعد ذلك.. حتى لا ينافس المسئولون هذا القرار بإلغاء الزيادة المقروضة على رسوم الأجانب على القائمون بالمهن الحرفية بشكل عام .. و انتصار فرضه على الحرف التي يستطيع البحرينيون القيام بها بمهارة.. لكي تحقق مصلحة المواطن البحريني.. الموظف و صاحب العمل.. و يعودون الى فرضها مرة أخرى عندما يتم تدريب البحرينيين من الجنسين تدريبا حرفيا جيدا لممارسة ذلك المهن..خصوصا الحلاقة و الخياطة و التجارة و الصياغة.. ليتحقق بذلك الهدف من بحرنة الوظائف.