RECENT COMMENTS

Salwa Almoayyed

عملت سلوى المؤيد كصحفية محترفة لإثنى عشر عاماً ثم اختارت أن تعمل كصحفية حرة في جميع الصحف البحرينية وبعض الصحف والمجلات العربية وهي تملك أسهماً في جريدتي« الأيام » أما «الوسط» فلديها أسهماً من خلال مؤسسة يوسف خليل المويد وأولاده.

ART GALLERY

علامات حضارية مضيئة

بقلم : سلوى المؤيد

بودي أن أشيد بالأسلوب المتحضر الذي أدار به سعادة وزير الإعلام طارق المؤيد اجتماعه الأخير مع أعضاء اللجنة الاستشارية المشتركة لبرامج الاذاعة و التلفزيون.  في حضور الدكتورة هالة العمران رئيس هيئة الإذاعة و التلفزيون.. و بعض الموظفين حيث فتح المجال أمام أعضاء اللجنة لإبداء آرائهم حول برامج التلفزيون و الإذاعة خلال شهر رمضان.. وواجه جميع الانتقادات الايجابية الصادرة من أعضاء اللجنة بصدر حب و روح مرنة.. مبديا رغبته في سماع مختلف و جهات النظر.. من أجل تطوير برامج التلفزيون و الإذاعة مستقبلاً.. ولا أعتقد أن هناك أسلوبا يتبعه مسئول أفضل من هذا الأسلوب من أجل تطوير أي عمل في وزارته أو مؤسسته الخاصة .. حيث ستشكل تلك الانتقادات الايجابية و الأفكار البديلة المطروحة. بعد دراستها و تنقيحها و تطبيقها دعامة لأي عمل ناجح ..فكيف إذا كان هذا الأمر يتعلق بهيئة هامة مثل هيئة الإذاعة و التلفزيون ولا بد أيضا أن تشجيع الدكتورة هالة العمران رئيس هيئة الإذاعة و التلفزيون لنا في الاجتماع الأخير الذي عقدته معنا من خلال لجنة برامج الأطفال.. و إعجابها بالأفكار التي طرحناها.. و البرامج التي اقترحناها... كان حافزا هاما لنا لنزداد حماساً في أداء هذه المهمة الهامة الملقاة على عاتقنا .. خصوصا و أنها تتطلب أشخاصا متخصصين لتنفيذ الأفكار التي نتقرحها لتتحول الى برامج تمتع الطفل و تفيده .. و هذا يتطلب ميزانية كبيرة لتنفيذه.. أرجو أن تكون رئيسة هيئة الإذاعة و التلفزيون قادرة على توفيرها لتخرج البرامج قوية و متقدمة  إعداداً و تقديماً.
لقد اقترح أحد أعضاء اللجنة إنشاء نادي أصدقاء الإذاعة و التلفزيون و أعتقد أنه اقتراح ممتاز لأنه سيشكل الدعامة لإعداد الأطفال الموهوبين في التمثيل و التقديم الى جانب القدرات الأخرى التي تحتاجها برامج الأطفال أو برامج الأسرة مستقبلا.
ان ما ينقصنا فعلا في تلفزيون البحرين هو كتاب متخصصون في كتابة السيناريوهات الخاصة بالإذاعة و التلفزيون.. وهو علم قائم بذاته ويدرس كتخصص في معاهد التمثيل في العالم.. ولا شك في مقدرة الكاتب القدير راشد الجودر في كتابة السيناريو للتلفزيون .. إلا أننا لا نستطيع أن نعتمد على كاتب أو كاتبين لكتابة سيناريوها إذاعية و تلفزيونية تتناول تطور مختلف جوانب الحياة الاجتماعية و الاقتصادية و  التاريخية في البحرين بكل جوانبها الايجابية و السلبية.. وهو ما تتطلبها المرحلة القادمة من خطة هيئة الإذاعة و التلفزيون.. التي ستستمد معظم برامجها من الأفكار المدروسة التي يقترحها أعضاء اللجنة الاستشارية المشتركة لبرامج الإذاعة و التلفزيون .. و كان وزير الإعلام عالما بمدى حاجة التلفزيون لتلك القدرات عندما أيد اقتراح أحد أعضاء اللجنة بإرسال ثلاثة كتاب الى جمهورية مصر العربية أو أية دولة أجنبية لدراسة فن كتابة السيناريو للتلفزيون و طلب من المسئول عن الانتاج في التلفزيون أن يسجل هذا الاقتراح لتطبيقه.. و أيد كذلك عمل دورات خاصة تعقد محليا أو أحدى الدول العربية أو الأجنبية لتطوير هذا القطاع الهام في الإذاعة و التلفزيون.
لقد أثبتت المسابقات الرمضانية التلفزيونية في السنوات الأخيرة أننا نمتلك ثروة فنية في التمثيل و الغناء و التلحين و الديكور و الماكيير و الإخراج و تصميم الاستعراضات النابعة من بيئتنا الخليجية.. إلا أن بعض هذه القدرات تعتمد في أدائها على موهبتها الفطرية واجتهادها الشخصي.. و بعضها على دراسته الأكاديمية.. و أعتقد ان من المفيد أن يشارك الفنانون من مختلف التخصصات في دورات تخصصية محلية أو خارجية في احدى الدول المتقدمة ليتمكنوا أكثر من أعمالهم الفنية القادمة.. ولا ننسي أهمية ضم الفنانين المبدعين العاملين في الوزارات الأخرى الى هيئة الإذاعة و التلفزيون ليقوموا بأعمال تتناسب مع قدراتهم .. مع التركيز على الانتاج الدرامي في التلفزيون.. حتى يستمر طوال العام.. و يتمكن العاملون في تلك الأعمال من الاستعداد المسبق المتأني للأعمال الدرامية.. حتى يتمكنوا من إحراز المزيد من التقدم بها.. ولابد هنا أن أذكر أهمية تواجد الحافز المادي المشجع لأصحاب المواهب.. لا في مجال الدراما و أنما تطوير مستوى الرواتب المخصصة لمقدمي البرامج المتنوعة.. حيث أن الإعداد و التقديم المتميز يتطلب أيضا الموهبةو الدراسة و الثقافة ليخرج في صورة متقدمة و مشرفة.. أننا عندما نقوم بتلك الخطوات العملية الهامة سنتمكن بلا شك من انتاج برامج و أعمال درامية فنية قوية المضمون و الأداء.. و سنقوم بتسويقها عربيا.. ومن خلالها سيتم جذب الاعلانات لتعرض بين فقراتها.. عندئذ ستكون مستعدين لإنشاء قناة فضائية على أسس سليمة تتشرف بها البحرين بين الدول الأخرى مثلما يأمل وزير الإعلام في تحقيقه مستقبلاً...
انني لا أعتقد أن مثل هذه الخطوات العملية الايجابية غائبة عن أذهان المسئولين في وزارة الإعلام ولابد أنها مدرجة في جدول أعمال هيئة الإذاعة و التلفزيون ..  و سنرى خطوات تطبيقها قريبا بإذن اللـه.. لكي يتوفر للهيئة قسم درامي قادر على انتاج مسلسلات و سهرات تلفزيونية و إذاعية في مستوى تطلعات وزير الاعلام وهو يدفع وزارة الاعلام الى الأمام بإخلاصه منذ أن تقلد منصبه في عام 1973م.. إذ لم تكن الوزارةفي ذلك الوقت سوى مبني إذاعي  و عدة مكاتب صغيرة.. توسعت و تعددت مهامها من خلال استحداث ادارات جديدة عديدة حافظت على تراث البحرين و تاريخه القديم و ساهمت في تطوير مختلف الفنون في البحرين .. ثم جاءت خطواته الدالة على فكره المتحضر عندما أمر بتأسيس اللجنة الاستشارية لكي يساهم أعضاؤها المتخصصين و العاملين في مختلف القطاعات في تطوير برامج الإذاعة و التلفزيون ..  كنقلة حضارية سبق بها الدول العربية الأخرى مما يدل على تطلعاته المستقبلية الجادة من أجل إعلام أفضل يقوم بواجبه في التعبير الرسمي عن أعمال الدولة الى جانب دوره في التوعية و التسلية و الإفادة اجتماعيا و دينيا و فكريا.. ولا أشك بعد ذلك أن تتوجه أنظار وزير الإعلام كمسؤل يعلم بأهمية المعلومات كدعامة ثقافية هامة في إعداد البرامج الت

لفزيونية والإذاعية القوية الى تطوير أقسام المعلومات المتعددة في وزارة الإعلام.. ليجمعها في نطاق مركز كبير للأرشيف و المعلومات ينتهج أحدث الأجهزة في جمع المعلومات من الصحف و المجلات يوميا و تنسيقها  و من ثم تصنيفها و حفظها لاستخدامها في إعداد البرامج التلفزيونية والإذاعية المختلفة خصوصا و اننا نعلم أن هناك قسما كبيرا للارشيف و المعلومات تابعا لإدارة المطبوعات تم انشاؤه منذ عشرين عاما.. و قد أفاد بما تجمع لديه من معلومات حية نابضة.. استخلصها من الجرائد و المجلات اليومية البحرينية و العربية و الانجليزية الكثير من البرامج التلفزيونية و الإذاعية الى جانب العدبد من الكتب و الأعداد الخاصة التي تناولت نشاط مختلف قطاعات الدولة في البحرين منذ فترة السبعينات حتى التسعينات.. الى جانب إفادته للأدباء و الكتاب و طالبي العلوم الأكاديمية.. ان ما أرجوه و أظنه غير غائب عن ذهن المسئولين في وزارة الإعلام هو جمع بقية أقسام الأرشيف و المعلومات في الوزارة الى هذا القسم الهام.. ليتحول الى مركز كبير للأرشيف و المعلومات .. يتم تدريب المسئولين عنه و بقية العاملين فيه مع زيادتهم و تنويع تخصصاتهم.. على تلك الاجهزة الحديثة.
ان تحقيق هذا المشروع الهام.. سيكون بمثابة إكمال للصرح الإعلامي الحضاري الكبير الذي حوله وزير الإعلام مع بقية العاملين في مختلف ادارات وزارة الإعلام بما بذلوه من تفان و إخلاص خلال أكثر من عشرين عاما من حلم الى واقع مشرف ملموس يدل على عراقة و حضارة شعب البحرين قديماً و حاضراً.


Share this article