بقلم : سلوى المؤيد

   عندما ترامت إلى أذني كلمة أمي صادرة من صغيري .. شعرت وكأن الطيور كلها تعزف أجمل الألحان .. وكأن النجوم ترقص متجاوبة مع أصداء قلبي المتفتح ليحتضن هذا النداء ويردده بين جوانبه بانشراح يفجر من ينابيع الأمومة أنهاراً من الحب والعطاء.

*****************

   يا بركتنا العزيزة .. مضت السنوات وأنت كما أنت لا تتغيرين .. مياهك الرقراقة الصافية تذكرني بطفولتنا ..  بأيامنا الحلوة الخالية من الأحزان .. يوم كنا معاً لم يختف منا حبيب .. كان أرق من النسيم .. وقلباً ظل طفلاً رغم مرور السنين .. ما أجمله فارساً فوق حصانه الأبيض الجميل .. ماسكاً لجامه .. منطلقاً كالريح .. كنا نخاف عليه من السقوط ومن الموت .. ولم نكن ندرى إن الموت لا يعرف مكاناً ولا زماناً .. وإن الأجل عندما يدنو سيخطف العزيز حتى لو كان حوله إلف رقيب .. وودعتنا يا حبيب .. دون أن تخبرنا عن موعد الرحيل .. دون قبلة على الخدين نحملها زادا ً لأيام البعاد .. وغاب عن بيتنا القمر المنير .. والقلب الحنون وبقيت الصور منثورة نستمد منها الصبر في سنوات الفراق .

*****************

   عندما تجتمع الإرادة مع الصبر والإيمان .. يصبح المستحيل ممكناً .. ويبزغ نور الفجر وسط ظلام اليأس ليشق الإنسان طريقه إلى حياة كلها تفاؤل يضاعف من إشراقها حب ينطلق ليعانق الآفاق ويبذل عطاء ينير الدرب لقلوب اليائسين ويعيد الابتسامة إلى شفاه البائسين.

*****************