بقلم : سلوى المؤيد

   الحمل أمر طبيعي .. ولكن ما علينا أن نفكر فيه هو صحة الحامل ونفسيتها .. فعلى هذا يتقرر مصير كائن ينمو ويترعرع في أحشائها .. فجسم المرأة أثناء الحمل يكون أكثر رقة وحساسية منه في أي وقت آخر .. فهي تحتاج إلى  راحة نفسية دائمة لكي لا تؤثر انقباضاتها العصبية على جنينها فتشوهه في بعض الأحيان .. وهى تحتاج إلى الغذاء الصحي المليء بالفيتامينات والبروتينات فجنينها يتغذى معها بغذائها .. وعليه يتوقف نموه وصحته الجسدية فإذا كان هذا الغذاء ناقصاً جداً .. فأن الطفل سيخرج إلى الحياة بجسد ضعيف معرض للخطر من أبسط الأمراض .. هذا إذا لم يكن قد تشوه وبدأت رحلة العذاب ترسم خطوطها في حياته .. لذا على الحامل أن تهتم بنصائح الطبيب الذي يعالجها وأدويته .. عليها أن تتناول كل ما يأمرها به .. ولا تتخاذل في بلع الحبوب المقوية إذا كانت تريد أن تساهم في إضفاء السعادة على قلب وليدها بخروجه إلى الحياة قوياً وسليماً .
   
   على الأم أن تهتم بغذائها الذي ينبغي أن يكون محتوياً على كمية مناسبة من البروتين والكالسيوم والحديد واليود .. البروتين ضروري لبناء أنسجة الجنين وكذلك بعض أعضاء الأم .. فهي تحتاج إلى 20 غراماً من البروتين زيادة عن المطلوب لجسدها قبل الحمل .. ستحصل على هذه المادة من البيض واللبن ومشتقاته واللحوم على اختلاف أنواعها .
   
   ترى ما فائدة الكالسيوم؟ بناء أسنان الجنين وعظامه بحاجة إليه وجسد الأم بحاجة إليه أيضاً لتواجه المتطلبات الزائدة  أثناء الإرضاع وتحصل الحامل عليه من اللبن ومشتقاته والبيض والأسماك والخضروات.

   أما الحديد فهو ضروري أيضاً لبناء نسيج الجنين ثم للإرضاع .. وتحصل عليه الحامل من الكبد، القلب، الكلية، البيض، الفول اليابس .. وسائر البقول الخضراء والحبوب .

   واليود ضروري أيضاً لإعطاء التناسب مع النشاط المتزايد في الغدة الدرقية خاصة في أواخر الحمل .. فهي تفرز مادة  يدخل في تركيبها اليود فإذا لم تحصل عليه الغدة تضخمت وبرزت " الجدارة " وهى تضخم هذه الغدة في العنق .. ويعطى اليود للحامل على شكل قطرات من محلول " اليورورى "  تضعها على  جرعة من الماء لتتناولها يومياً .. فتعالج ضخامة هذه الغدة .

   وعلى الحامل أن تبتعد عن الأغذية الحامضة المختمرة والتوابل واللحوم المحفوظة والإقلال من الملح لميل البدن إلى احتباسه في فترة الحمل .. وحتى لو اشتهت الحامل هذه الأشياء .. أو ازدادت شهيتها للطعام لدرجة إيذاء معدتها .. فإن على الطبيب أن يقف في وجه الضار من هذه المآكل وفى وجه الإفراط في عدد الوجبات ومقدارها ولا خوف على الحامل وعلى جنينها من معارضة هذا الوحام .. أما إذا نقصت شهية الحامل إلى درجة تسيء إليها فعليها أن تلجأ إلى الطبيب فوراً لما تحتاج إليه أثناء الحمل .