بقلم : سلوى المؤيد

لا يكفي أن يتوفر اللحم في السوق بأسعار مخفضة دون أن يخضع للرقابة الصحية الشديدة.. إذ معنى ذلك تعرض سلامة المواطن الصحية للخطر بسبب جراثيم الأمراض التي تحملها اللحوم الفاسدة ...

   هذا ما كان يدور في ذهني وأنا في طريقي لمقابلة السيد على الإنجاوى المسئول عن التفتيش الصحي في وزارة الصحة للتعرف على مدى دقة هذه الرقابة.

 قال لي بعد أن دعاني للجلوس وعرف الغرض من زيارتي:  
-لم يكن التفتيش الصحي دقيقاً من قبل إذ كان مقتصراً فقط على فترة الدوام الرسمي، لذا كان من الممكن أن تتسرب بعض كميات من اللحوم دون أن تخضع لأي رقابة من قبل المفتش المختص وتتعرض بذلك سلامة المواطن الصحية للخطر .. لذا وجدنا أن من الضروري تواجد رقابة صحية شديدة دائمة .. وقد بدأناها بالفعل منذ ثلاثة أشهر تقريباً إذ صدر تعميم من وزارة الصحة إلى جميع المفتشين وتم ترتيب نوبة بعد الدوام الرسمي لبعض المفتشين المختصين في مراقبة اللحوم المستوردة  سواء عن طريق الجو أو البحر " .

* ما هي مؤهلات المفتش الصحي المختص ؟
- “ دراسة مدتها عامان خارج البحرين في طرق مراقبة اللحوم وكيفية فحصها والتأكد من سلامتها الصحية ".

* كيف يتم فحص اللحوم ؟
-   يأخذ المفتش عينات منها إلى المختبر لتحليلها فإذا تأكد من سلامتها عن طريق الفحص الظاهري يعطى تصريحاً للتاجر ببيعها وفى نفس الوقت ننتظر النتائج المختبرة التي تستغرق في إعدادها عدة أيام.. وهى تقيم نوع اللحوم المستوردة من أية منطقة ، فإذا أثبتت وجود نوع من الجراثيم بها نوقف استيرادها إلا إذا تعهدت تلك المنطقة بعدم تكرار تلوث لحومها .. بالإضافة إلى ذلك نستلم شهادة من الجهة المصدرة بأن الإرسالية التي تم تصديرها من قبلهم قد تم فحصها من قبل طبيب بيطري قبل ذبحها وبعده  .

* ألا تكون بعض هذه الشهادات مزورة في بعض الأحيان ؟
-   نعم أنا معك في احتمال تزويرها في بعض الدول لكننا لا نعتمد عليها بل على الفحص المختبري الذي نقوم به في البحرين .

* صدر في النهار العدد 113 أبريل عام 1975م   إن هناك لحوما ً هندية مصدرة إلى لبنان والكويت اكتشف تلوثها بجراثيم تسبب بعض الأمراض الخطيرة فهل وصلت مثل هذه اللحوم إلى البحرين ؟ وماذا فعلتم بها ؟
  سكت برهة ربما ليركز تفكيره ثم استرسل في إجابته:
- هناك عدة شركات هندية تصدر لحومها إلى مختلف الدول وحدث أننا لم نسمح بدخول بعض الإرساليات من اللحوم المجمدة بسبب تعفنها.. وكان ذلك قبل أن تثار هذه المشكلة في جريدة النهار.. أما النوع المبرد من اللحوم فقد قمنا بإتلاف بعض الإرساليات الطازجة منها الواردة من الهند لأننا اكتشفنا تعفنها بسبب تأخر شحنها من الدول التي أرسلتها.

* اللحم المجمد معرض للفساد بصورة سريعة فهل تخضع محلات الأغذية والسوبر ماركت التي توجد بها هذه اللحوم لرقابة صحية من قبلكم ؟
- " في المنامة يقوم بالتفتيش على هذه المحلات مفتشون صحيون تابعون لبلدية المنامة .. أما باقي مناطق البحرين فيتولى مفتشو الصحة العامة مراقبتها من الناحية الصحية .. لكن تنتهي مهمة بلدية المنامة عند بدء العمل بقانون الصحة العامة الذي صدر مؤخراً هذا إلى جانب قيامنا أيضاً بالرقابة  .

 * وعن مراقبة القصابين الصحية كان سؤالي ؟
 فقال:
- كنا نفرض من قبل فحصا ً طبيا ً سنويا ً على بعض المناطق فكانت وزارة البلديات ترسل إلينا جميع القصابين الرسمين لأجراء الفحوص اللازمة عليهم.. ومنحهم  شهادة اللياقة الصحية إذا كانوا خالين من الأمراض .. وقد ثبتت من قبل بعض الحالات وتم علاجها .. وفى اعتقادي أن هذا النوع من الفحص الطبي لا يجدي .. وهــو ملغى في بعض الدول .. إذ يحتمل أن يصاب القصاب بالمرض بعد انتهائه من الفحص مباشرة .. كذلك  أصبح من الضروري أن تركز وزارة الصحة على التوعية الصحية بالنسبة لنظافة العاملين فى هذا المجال الحساس .. وكذلك بالنسبة للأماكن تقوم  ببيع الأغذية  وبقى أن أقول كذلك أن احتمال انتقال هذه الأمراض المعدية إلى الأشخاص قليل .. وذلك لأن هذه اللحوم تتعرض للحرارة أثناء الطبخ فتموت الجراثيم قبل استهلاكها.
                                                         
عدت أسأله :
* هل يتم نقل اللحوم من المواني إلى السوق في سيارات خاصة مبردة أو مقفلة ؟
-   لا بل في سيارات مقفلة ولا تستغرق العملية أكثر من ربع ساعة .

* هذا إذا استغرق نقله ربع ساعة .. ماذا إذا تعطلت السيارة  أو الباخرة أو تعطل التاجر عن استلام بضاعته في الميناء ألا يتعرض خلالها اللحم للفساد؟
-  عندما تحدث هذه الأمور نقوم بتفتيش اللحم تفتيشاً دقيقاً للـتأكد من سلامته .. وإذا ثبت تعفنه يمنع تداوله فى السوق .. ونفرض على التاجر إعطاءنا إياه لإبادته     

* ماذا لو وفرت الوزارة سيارة مبردة خاصة لعملية النقل هذه؟
- " هذا ليس من اختصاصنا بل من اختصاص وزارة التجارة والزراعة فنحن نقوم فقط بمراقبة اللحوم من الناحية الصحية وإبداء الرأي بشأن صلاحية المواد الغذائية .. أما عملية نقلها أو إيصالها للمستهلك فهو من اختصاص وزارة المالية والاقتصاد الوطني ووزارة التجارة والزراعة .

كل ما ورد من اقتراحات من وزارة الصحة إلى وزارة المالية قسم إدارة الجمارك هو إنشاء براد ٍ يستوعب كميات اللحوم المجمدة التي تصل إلى المواني،  ثم التأكد أن عملية نقلها من قبل التجار تتم في سيارات مناسبة ومقفلة..

توقف قليلا ثم قال :
-لم نقتصر باقتراحاتنا على تلك الوزارات ,, وإنما اقترحنا أيضاً منذ سنتين ونصف على التجار استخدام غطاء بلاستيك للتقليل من سرعة ذوبان الثلج ولم ينفذوا ما اقترحنا بعد ، أما اللحم المبرد فلا خطورة عليه من الحرارة إذ أنه لا يفسد منها ..

قلت له:
 * عندما تنقطع الكهرباء عن محلات الأغذية حسب الجدول الرسمي لانقطاعها.. هل تقوم وزارة الصحة بفحص اللحوم المجمدة .. إذ ربما تعرضت للتعفن فى تلك الفترة ؟
قال فوراً
-   لا نقوم بالكشف الطبي على هذه اللحوم إلا إذا تلقينا إخبارية من برادة معينة أو شخص معين .. وأن

ا أرجو من أصحاب البرادات عدم التهاون في إبلاغ وزارة الصحة بكل ما يطرأ من تعطيل على الثلاجات للحفاظ على سلامة المواطنين  .

 بقي أن أعرف رأي وزير التجارة والزراعة بالوكالة في مراقبة اللحوم وما هي المشاريع التي تنوي الوزارة تحقيقها لتوفير النظافة التامة للحوم ؟
 قال لي الشيخ عبد الله بن خالد بصوته الهادئ المتأني ..
 - كنا في السابق نرسل في طلب اللحوم المجمدة .. أما الآن فقد قللنا من كمياتها كثيراً لتعرضها السريع للفساد .. وأصبحنا نركز على استيراد اللحم المبرد لعدم تعرضه للتعفن عندما تصيبه الحرارة -.

* ألا تعتقد معي بضرورة توفير سيارة مبردة خاصة لنقل اللحوم المجمدة ؟
- لا أعتقد أننا نحتاج إليها الآن إذ إننا نستورد في الغالب اللحم المبرد.. وعندما نحتاج إليها فإننا نستعيرها من المسئولين في شركة بابكو ثم نعيدها بعد عملية النقل.

قلت له  :
* هل تقوم الوزارة بفحص الحيوانات قبل ذبحها ؟
-   بالطبع ويقوم بذلك شخص مؤهل بشهادة تقل عن شهادة الطبيب البيطري.. لكننا إذا وجدنا أن الحالة تستوجب طبيب بيطري نقوم باستدعائه فوراً.
                                                           
وحول إمكانية إنشاء مقصب جديد ونظيف تحدث الوزير قائلاً..
- هناك مشروع لإنشاء مسلخ حديث في منطقة السوق المركزي .. وكنت قد ذهبت إلى الكويت للتعرف على أنواع المسالخ هناك .. وفكرت في طرق آلية حديثة للذبح تكون على الطريقة الإسلامية وذلك بعمل آلة تضغط  على الذبيحة حسب حجمها من الجهتين حتى يسهل ذبحها ويقطع بعد ذلك رأسها .. وستقوم الشركة المسئولة بصنع هذه الآلة .

عدت أسأله :
* كيف يتم نقل اللحوم الحية من المقاصب إلى المستهلكين ؟
-   يشتري أهل المنامة اللحم من السوق من مقصب بجانبه أما بقية مناطق البحرين فكل قصاب يقصب في منطقة ويبيع في حدودها  ..

سكت قليلاً ثم عاد يقول:
- في المستقبل سيكون هناك مسلخ كبير واحد .. وستوفر سيارات خاصة به لتوزيع اللحم على كل مناطق البحرين لأنه لن يوجد غيره من الناحية الرسمية .. وبالطبع ستتوفر كل شروط النظافة الصحية لنتفادى فساده حرصاً على سلامة المواطنين الصحية .



ــــــــــــــــــــــ