بقلم : سلوى المؤيد

قريباً ستشهد منطقة الخليج أول لفتة حضارية ستكون مصدراً لإشعاع فكري يرسل خطوطه الضوئية إلى كل من يرغب في الثقافة والمعرفة بدءاً بالدول العربية والأجنبية وانتهاء بالباحثين في مختلف المجالات الفكرية .. في إطار من التنسيق والتنظيم والدقة .. ترى ما هو هذا المصدر ؟ وكيف تم إنشاؤه .. وما هو الهدف منه .. وتساؤلات   أخرى حملتها إلى خبير اليونسكو في الإعلام والتسويق السيد محمد حمدي.

   بدا  واثقاً من نفسه وهو يحدثني عن عمل يمارسه منذ عشرين عاماً بدأه رئيساً لمكتبة أخبار اليوم منتقلاً منها إلى عدة مناصب كان أهمها إدارته لقسم المعلومات في مؤسسة الأهرام ثم تعيينه خبيراً في مركز الأهرام للتنظيم والمكيرو فيلم وأخيراً انتدابه كخبير لليونسكو في الإعلام والتوثيق ليكون مسئولاً عن هذا المشروع الحساس في منطقة الخليج .

* كيف كانت البداية وعلى أي أساس تم اختيار دولة أبو ظبي مقراً لهذا المركز؟
– البداية كانت في مؤتمر وزراء الإعلام لدول الخليج الذي عقد في شهر فبراير في الرياض .. عندما تقدمت دولة الإمارات المتحدة باقتراح إنشاء مركز للإعلام والتوثيق في منطقة الخليج .. حاز هذا الاقتراح موافقة جميع الأعضاء وتم الإجماع على تنفيذه وجعل دولة أبو ظبي مقراً له .. على أن يكون له فروع في دول أخرى .

* وهل بدأ تنفيذ المشروع الآن ؟
- قبل أن تبدأ عملية التنفيذ كان عليﱞ كخبير منتدب لهذا المركز القيام بالدراسات اللازمة لتنفيذه وكذلك القيام بزيارات ميدانية لأجهزة الإعلام في منطقة الخليج للتعريف بالمشروع وبحث احتياجات هذه الأجهزة والتنسيق بينها وتنظيم سبل التعاون وإعطاء المشورات العاجلة لتطوير المكتبات ووحدات التوثيق في هذه الأجهزة .. إلى جانب تبادل الآراء مع المسئولين حول احتياجاتهم من المعلومات وهذا ما أقوم به الآن في هذه الجولة التي بدأتها بزيارة عمان ثم قطر ثم البحرين وأنا في طريقي الآن إلى السعودية لأعود بعدها إلى أبو ظبي وأقوم بتفريغ البيانات التي حصلت عليها ولأستعد لجولة أخرى تشمل الكويت والعراق وبالطبع سأتعرف من خلال هذه الزيارات الميدانية على مجتمع المستفيدين من خدمات المركز وكيفية تنظيم المعلومات التي تقابل هذه الاحتياجات.

 ولا أستطيع أن أمنع تشوقي لمعرفة أهداف المشروع فأسأله .
فيصمت قليلاً مستجمعاً الأهداف في نقاط محددة .
- يهدف المشروع أولاً إلى تجميع كل المراجع والمعلومات التي تهم العاملين والباحثين والدارسين في حقل الإعلام ثم تأتي عملية تنظيمها وتوثيقها ليسهل الرجوع إليها واستخدامها في أقصر وقت وأيسر جهد والكشف عن الأصول الحضارية للمنطقة عن طريق تجميع تراثها القومي وفنونها وآدابها ثم توثيقها وإتاحتها للدارسين والعاملين في مجال الإعلام كهدف ثان يهتم به المشروع ..أما الهدف الثالث فهو الانفتاح على ثقافات العالم وتبادل المطبوعات والخدمات الإعلامية بين منطقة الخليج والعالم الخارجي.

  ويأتي الهدف الرابع ليهتم بالتنسيق والتعاون في إنتاج البرامج والمواد الإعلامية.
وعن مدى ضرورة  وجود هذا المركز في منطقة الخليج يقول الخبير :
تتمتع منطقة الخليج العربي بمستوى رفيع من التجهيزات في وسائل الإعلام وقد كانت السباقة إلى إدخال التليفزيون الملون والموجات القصيرة والأقمار الصناعية والاتصالات الفضائية .. ولابد أن يواكب هذا تقدم ُ تقدماً في التوثيق الإعلامي الذي يعد صورة للتقدم الحضاري في أي دولة وانعكاسا ً لارتقاء المستوى الفكري المستخدم لهذه الأجهزة الحديثة .. ومن أجل ذلك تم إنشاء مركز التوثيق الإعلامي الخليجي الذي سيستخدم هذه الآلة المتطورة والأيدي البشرية المختصة في اختزان وتنظيم وبث المعلومات.

* هل سيشترك هذا المركز في بنوك المعلومات العالمية المتعلقة بمجال الإعلام مثل بنك معلومات نيويورك تايمز وهل سيتم تبادل المعلومات معها؟
- من الضروري ذلك لأننا سنستعين بالرصيد الهائل من المعلومات التي تختزنها هذه البنوك في إنشاء وتطوير المركز .. أما بالنسبة لتبادل المعلومات فإننا سنهتم في المرحلة الأولى بتكوين حصيلة من المعلومات سيتم تنظيمها وتوثيقها لتستفيد منها دول الخليج العربي .
أما في المرحلة التالية فسنتبادل المعلومات مع هذه البنوك العالمية.

* هل ستكون مهمة هذا المركز جمع المعلومات فقط وتنظيمها وبثها أم سيهتم أيضاً بتدريب الأيدي المحلية على العمل في مجال التوثيق والإعلام ؟
- سنبدأ أولا بجمع المعلومات من مصادرها  والمطبوعات من دول الخليج ثم ستقوم بيوت الخبرة العالمية ومستشارو منظمة اليونسكو في هذا المجال بإعداد الدراسات اللازمة لتنفيذ المشروع وأهمها :
1-    النظام الأساسي والهيكل التنظيمي للمركز .
2-    الخدمات التي سيقدمها المركز ومجتمع المستفيدين منه .
3-    العاملون في المركز.
4-    الآلات الحديثة التي سيتطلب العمل استخدامها .
5-    تكاليف المشروع.
وأثناء إعداد هذه الدراسات سنقوم بتنظيم دورات تدريبية للموثقين وأمناء المكتبات في الأجهزة الإعلامية وكل قطاع له صلة بالإعلام والتوثيق .

* هل تعتقد بأن قسم التوثيق والمعلومات في دول الخليج بحاجة إلى استخدام الميكروفيلم ؟
- لا أعتقد ذلك الآن لأننا يجب أن نقوم بإعداد الأيدي المختصة التي ستقوم بإعداد المعلومات وتنظيمها قبل أن يتم نقلها إلى الميكرو فيلم .. لأننا إذا صورنا المعلومات غير المنظمة .. لم نحقق الهدف من استخدام هذه الوسيلة العملية .. وسيصبح العمل عملين .. وأود هنا أن أذكر عن خبرة بأن كل ساعة تصوير ميكروفيلم يسبقها 200 ساعة إعداد وتنظيم لتتم عملية النقل وهذا يصور مدى الجهد الكبير وحجم عمليات التنظيم التي يجب أن تسبق التصوير .. لذلك فإن هذا النوع من التصوير لا يصلح في الوقت الحاضر إلا للدول الأجنبية المتقدمة جداً في مجال التوثيق الإعلامي لتنظيمها المسبق لمعلوماتها فيصبح سهلاً عليها أن تصورها على الميكروفيلم أو تختزنها في الكومبيوتر .

وفى نهاية حديثي قلت له :
* متى سيستطيع الباحثون والدارس

ون الاستفادة من هذا المشروع؟
-بعد أن يغذي الأجهزة الإعلامية العربية ويتم تنظيم العمل وتنسيقه بينها.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــ